سبب فشل انتقال ليفاندوفسكي إلى مانشستر يونايتد في 2012

سبب فشل انتقال ليفاندوفسكي إلى مانشستر يونايتد في 2012


روبرت ليفاندوفسكي، المهاجم البولندي الأسطوري، يُعد أحد أبرز مهاجمي كرة القدم في العالم خلال العقدين الأخيرين منذ بداياته في بولندا إلى تألقه الكبير مع بوروسيا دورتموند.

سبب فشل انتقال ليفاندوفسكي إلى مانشستر يونايتد في 2012
سبب فشل انتقال ليفاندوفسكي إلى مانشستر يونايتد في 2012


 ثم بايرن ميونخ، وأخيرًا برشلونة، أثبت ليفاندوفسكي نفسه كواحد من أفضل المهاجمين في تاريخ اللعبة ومع ذلك، في عام 2012، كاد أن يأخذ مسارًا مختلفًا تمامًا في مسيرته عندما اقترب من الانضمام إلى مانشستر يونايتد، النادي الإنجليزي العريق.


الخلفية: تألق ليفاندوفسكي مع بوروسيا دورتموند


في موسم 2011-2012، كان ليفاندوفسكي يلعب مع بوروسيا دورتموند، الفريق الألماني الذي نجح في خطف الأضواء بفضل أسلوب لعبه الجماعي تحت قيادة المدرب يورغن كلوب خلال ذلك الموسم، ساهم ليفاندوفسكي بشكل كبير في فوز دورتموند بالدوري الألماني (البوندسليغا) وكأس ألمانيا، حيث سجل 30 هدفًا في جميع المسابقات، مما جعله هدفًا للعديد من الأندية الأوروبية الكبرى.


كان مانشستر يونايتد، بقيادة السير أليكس فيرغسون، واحدًا من الأندية التي أعجبت بقدرات المهاجم البولندي في ذلك الوقت، كان النادي الإنجليزي يبحث عن مهاجم شاب موهوب لتعزيز صفوف الفريق بعد رحيل ديميتار برباتوف، وليكون شريكًا مناسبًا لواين روني في خط الهجوم.


المفاوضات بين مانشستر يونايتد وبوروسيا دورتموند


وفقًا لتصريحات لاحقة أدلى بها ليفاندوفسكي نفسه، فقد تواصل معه السير أليكس فيرغسون شخصيًا، وأعرب عن رغبته في ضمه إلى مانشستر يونايتد تحدث فيرغسون عن خططه لتعزيز الهجوم، وكيف يمكن أن يكون ليفاندوفسكي جزءًا من مشروع طويل الأمد في النادي.


في الوقت نفسه، أبدى ليفاندوفسكي اهتمامه بالانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث كانت فرصة اللعب لمانشستر يونايتد تحت قيادة مدرب بحجم فيرغسون مغرية للغاية ومع ذلك، لم تسِر الأمور كما كان متوقعًا بسبب مجموعة من العوامل.


أسباب فشل الصفقة


 تمسك بوروسيا دورتموند باللاعب


كان دورتموند في ذلك الوقت يمر بمرحلة انتقالية، إذ كان قد استعاد مكانته كواحد من أفضل الفرق في ألمانيا وأوروبا كان ليفاندوفسكي عنصرًا أساسيًا في تشكيلة يورغن كلوب، ولم يكن النادي مستعدًا للتخلي عنه بسهولة

وفقًا للتقارير، رفض دورتموند عرض مانشستر يونايتد بحجة أن ليفاندوفسكي لا يمكن تعويضه في ذلك الوقت، خاصة أن الفريق كان يستعد للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.


 القيمة المالية للصفقة


عرض مانشستر يونايتد مبلغًا قدره حوالي 12 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع ليفاندوفسكي ورغم أن المبلغ كان مغريًا، إلا أنه لم يكن كافيًا لإقناع دورتموند بالتخلي عن لاعب كان يعتبر واحدًا من أهم نجومه

على الجانب الآخر، لم يكن يونايتد مستعدًا لدفع مبلغ أكبر في ظل وجود خيارات أخرى في سوق الانتقالات، مثل روبن فان بيرسي الذي انضم لاحقًا من أرسنال.


 رؤية يورغن كلوب


لعب يورغن كلوب دورًا كبيرًا في إبقاء ليفاندوفسكي في صفوف دورتموند كلوب كان مقتنعًا بأن الفريق بحاجة إلى الحفاظ على استقراره للمنافسة على البطولات تمكن كلوب من إقناع ليفاندوفسكي بالبقاء لموسم آخر على الأقل، خاصة أن الفريق كان ينافس بقوة في الدوري المحلي ودوري الأبطال.


 خيار مانشستر يونايتد البديل: روبن فان بيرسي


في النهاية، اختار مانشستر يونايتد التعاقد مع الهولندي روبن فان بيرسي من أرسنال في صيف 2012 كان فان بيرسي يتمتع بخبرة أكبر في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان يُعتبر من أفضل المهاجمين في العالم وقتها انضم فان بيرسي إلى الفريق وساهم بشكل كبير في فوز مانشستر يونايتد بلقب الدوري في موسم 2012-2013


 رغبة ليفاندوفسكي في الاستقرار


على الرغم من رغبته في اللعب لمانشستر يونايتد، لم يكن ليفاندوفسكي مستعدًا لخوض تجربة جديدة في ذلك الوقت شعر بأن بقائه مع دورتموند تحت قيادة كلوب سيتيح له فرصة أكبر لتطوير مستواه قبل الانتقال إلى نادٍ كبير آخر في المستقبل


التأثيرات طويلة الأمد لفشل الصفقة


بعد فشل انتقال ليفاندوفسكي إلى مانشستر يونايتد، واصل اللاعب تألقه مع دورتموند في موسم 2012-2013، حيث قاد الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا رغم خسارة اللقب أمام بايرن ميونخ، أثبت ليفاندوفسكي أنه واحد من أفضل المهاجمين في العالم

في عام 2014، انتقل إلى بايرن ميونخ، حيث حقق نجاحات هائلة، بما في ذلك الفوز بالعديد من ألقاب الدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا


أما مانشستر يونايتد، فقد استفاد من التعاقد مع فان بيرسي، لكن الفريق دخل في مرحلة تراجع بعد اعتزال السير أليكس فيرغسون في 2013 وربما لو كان ليفاندوفسكي قد انضم إلى يونايتد، لكان للنادي مسار مختلف تمامًا.

رغم أن انتقال ليفاندوفسكي إلى مانشستر يونايتد في 2012 لم يتحقق، إلا أن هذه القصة تسلط الضوء على تعقيدات سوق الانتقالات في كرة القدم أحيانًا، تكون القرارات المتعلقة بالانتقالات محكومة بعوامل خارجية مثل رغبات الأندية، وخطط المدربين، والقيمة المالية للصفقة


في النهاية، يمكن القول إن فشل الصفقة كان له تأثير إيجابي على مسيرة ليفاندوفسكي، حيث أتيحت له الفرصة للتطور بشكل أكبر في دورتموند ثم التألق مع بايرن ميونخ ورغم أن جماهير مانشستر يونايتد قد تشعر بالحسرة على فقدان فرصة التعاقد مع أحد أفضل مهاجمي العصر الحديث، إلا أن القصة تبقى واحدة من أبرز حكايات الانتقالات في كرة القدم

1 تعليقات

أحدث أقدم

نموذج الاتصال